يعـرب ملتقـى الآراء التخصصيـة عـن بالـغ القلـق إزاء الأحـداث الخطيـرة التي شـهدتها المدينة الجامعيـة فـي محافظـة حمـص يـوم الاثنيـن الموافـق 28 نيسـان 2025، حيـث تعـر ّ ض عـدد مـن الطلبـة المنتميـن إلـى الطائفـة الدرزيـة لاعتـداءات عنيفـة ذات طابـع طائفـي داخـل حـرم السـكن الجامعـي. وتعـرض أحـد الطـاب لاعتـداء جسـدي شـديد ومتوحـش علـى يـد مجموعـة مــن زمائــه، مــا اســتدعى نقلــه إلــى المستشــفى. ومــا يزيــد مــن فداحــة هــذه الحــوادث أن المعتديـن هـم طـاب جامعيـون يُفتـرض أنهـم يمثلـون نخبـة المجتمـع وتعليمـه، الأمـر الـذي يكشـف عـن عمـق الأزمـة الثقافيـة والأخاقيـة التـي تعانـي منهـا البيئـة الجامعيـة.
بالمقابـل لـم تُبـدِ الجهـات المعنيـة أي تحـرك جـاد لإيقـاف خطـاب الكراهيـة والتحريـض الـذي أدى إلــى هــذه الاعتــداءات الوحشــية تحــت ســتار طائفــي علــى طــاب جامعــات ســوريين ينحـدرون مـن محافظـة السـويداء، مـا شـكّل صدمـة مضاعفـة في ظـل غيـاب الحماية الرسـمية وانعـدام المسـاءلة. هـذه الحادثـة لـم تكـن الأولـى، بـل تأتـي فـي سـياق تصاعـد مسـتمر لحوادث الاعتـداء والتهديـدات اليوميـة، التـي أرغمـت غالبيـة طـاب السـويداء المقيميـن فـي المدينـة الجامعيـة فـي حمـص والاذقيـة علـى مغـادرة جامعاتهـم وتعطيـل دراسـتهم والعـودة قسـر ً ا إلـى السـويداء، خوفًـا علـى حياتهـم وسـامتهم.
إن هـذا النـزوح الأكاديمـي القسـري يشـكّل تهديـدًا وجوديًـا لمسـتقبل التعليـم والطلبـة فـي عمـوم المناطـق السـورية، ويشـكل عائقـاً حقيقيـاً أمـام العمليـة التعليميـة برمتهـا، فـي وقـت تحتـاج فيـه سـوريا إلـى كل فرصـة ممكنـة لإعـادة البنـاء وتحقيـق السـام المجتمعـي.
إننـا فـي ملتقـى الآراء التخصصيـة نتوجـه لوسـائل الإعام الدوليـة، ومنظمات حقوق الإنسـان، والهيئـات الأكاديميـة حـول العالـم، بتحمـل مسـؤولياتها الأخاقيـة والإنسـانية، وتسـليط الضـوء علـى هـذه الانتهـاكات الخطيـرة، والدعـوة لحمايـة الطـاب، وضمـان حقهـم فـي التعليـم ضمـن بيئـة آمنـة وخاليـة مـن التمييـز والعنـف.